وضع داكن
28-03-2024
Logo
نظرات في آيات الله - الدرس : 21 - من سورة البقرة - الوسطية.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.

الوسطية هي القوة و الأمان و الخيرية :

 أيها الأخوة؛ يوم واحد من أيام رمضان الثلاثين نتحدث فيه عن أمتنا.
 كثيراً ما أستمع أو أسمع من أناس يطعنون وينتقدون ويتبرؤون من أمتهم، ربنا سبحانه وتعالى يقول:

﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾

[ سورة البقرة: 143]

 كلمة وسط كلمة دقيقة جداً، الوسط أي بين المادية المقيتة وبين الروحية الحالمة، بين الحاجات الملحة والمثل البعيدة، بين الفردية الطاغية وبين الجماعية الساحقة، بين العقلانية الباردة وبين العاطفية المتأججة:

﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ﴾

[ سورة البقرة: 143]

 العلماء قالوا: أوسط الشيء أعدله، الوسط أي العدل، مركز الدائرة وسط بين أطرافها، القاضي العادل منصف بين أطراف النزاع، فكلمة وسط تعني العدل:

﴿ قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ ﴾

[ سورة القلم: 28]

 أي أعدلهم أرقاهم عند الله عز وجل، والوسط تعني المنهج، و المنهج الوسط هو المنهج المستقيم بين المناهج المنحرفة، لذلك:

﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ*صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ ﴾

[ سورة الفاتحة: 6-7]

 الذين عرفوا وانحرفوا، ولا الضالين الذين ما عرفوا فانحرفوا، إذاً المنهج الوسط المنهج المستقيم، والأمة الوسط الأمة العادلة، والوسط تعني الخيرية، نقول: واسطة العقد الأكبر حبة فيه.
 عندنا نقطة دقيقة جداً هي أن الوسطية تعني الأمان، الشيء الوسط محمي بالأطراف، فإذا كنت متوسطاً فأنت محمي، أما إذا كنت متفرقاً فأنت غير محمي، الوسط يعني القوة، لا تكون الشمس شديدة إلا وهي في وسط السماء، ولا يكون الإنسان قوياً إلا وهو في شبابه، وقبل سن الشباب بين الطفولة وبين الهرم، إذاً الوسطية تعني القوة، وتعني الأمان، وتعني الخيرية، الإنسان المتوسط دائماً يفعل الخير، فكأن الفضيلة وسط بين رذيلتين، ونأخذ مثلاً الشجاعة بين التهور وبين الجبن، كلمة وسط إله يقول:

﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ﴾

[ سورة البقرة: 143]

 أي جعلنا في العدل والاستقامة، وجعلنا في الخيرية.

 

الفرق بين التطرف و التفوق :

 قلت لكم من قبل: هناك فرق بين التطرف وبين التفوق، فمن يأخذ بكليات الدين معاً، الكلية العلمية والكلية السلوكية والكلية الانفعالية يتفوق، ومن يأخذ بأحد كليات الدين ويغلبها على كلياته فقد تطرف، حينما يقول الله عز وجل:

﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ﴾

[ سورة البقرة: 143]

 لأنه جعلنا أمة وسطاً جعلنا بالتالي وسطاء بينه وبين خلقه، فأنت كإنسان ينتمي لهذه الأمة ينبغي أن يعرف أنه قد حمل رسالة كبيرة، لذلك ورد أن يا سلمان لا تبغضني فتفارق دينك، قال: كيف نبغضك وبك هدانا الله؟ قال: تبغض العرب فتبغضني. الإنسان يجب أن يبحث عن النواحي الإيجابية في أمته، هذا أقرب إلى التدين منه إلى التفلت، هذه نقطة.

 

اختيار الله عز وجل اللسان العربي المبين ليكون قالباً لكلامه :

 وعندما الله عز وجل يقول:

﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾

[ سورة يوسف : 2]

﴿ وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ*نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ*عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ*بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾

[ سورة يوسف : 2]

 ربنا جلّ جلاله خالق السماء والأرض اختار هذا اللسان العربي المبين ليكون قالباً لكلامه، أيضاً الإنسان طبعاً هو يبحث عن لغة أجنبية لأعماله التجارية، لكن هذه اللغة التي منّ الله بها علينا من أرقى اللغات المتصرفة، مرة درسنا أن هناك لغات منعزلة كاللغة الصينية، هناك لغات إلصاقية تضيف حرفاً أو حرفين يتغير المعنى، أما لغتنا فلغة متصرفة، مثلاً تقول عرف ماض، يعرف مضارع، اعرف أمر، عارف اسم فاعل، معروف اسم مفعول، عندنا عرّاف، معرفة، تعريف، الماضي المزيد عرّف، عارف، تعارف، عندنا أفعال مجردة وأفعال مزيدة، اسم فاعل، اسم مفعول، اسم زمان، اسم آلة، اسم تفضيل، مصادر، لغتنا متصرفة أما غير لغات فمتباعدة، النقطة الدقيقة الله عز وجل عندما قال:

﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾

[ سورة فاطر : 28 ]

 ضمة صغيرة جعلت هذه الكلمة هي الفاعل، هل يخشى اللهُ العلماءَ؟ هذا الكلام كفر:

﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾

[ سورة فاطر: 28 ]

﴿ وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى ﴾

[سورة التوبة: 40]

 عندنا حرف عطف، الإنسان قد يتوهم يتابع :

﴿ وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ﴾

[سورة التوبة: 40]

 المعنى فاسد،

﴿ وَجَعَلَ وَكَلِمَةُ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى ﴾

 بعد أن كانت عليا، فإذا قلنا:

﴿ كَلِمَةَ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ﴾

 جعل كلمته عليا بعد أن كانت سفلى؟ هذا كلام فيه كفر:

﴿ وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى ﴾

[سورة التوبة: 40]

 وقف

﴿ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ﴾

 دائماً:

﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا﴾

[ سورة هود: 6 ]

 قرآن، فـ ( ما ) تفيد النفي، لكن ( من ) تفيد استغراق أفراد النوع، فلا يمكن أن تكون دابة في الأرض صغيرة أو كبيرة، دابة نكرة تنكير شمول، ما ومن نفي واستثناء حصر، إلا على تفيد الإلزام، إلزام ذاتي، إذا قلنا: ما من دابة إلا الله يرزقها، ليس قرآناً، إذا قلنا: الدواب على الله رزقها، ليس قرآناً، إذا ألغينا الاستثناء والنفي ليس الكلام قرآناً، إذا ألغينا كلمة على ليس قرآناً، يوجد باللغة العربية دقة بالغة، أنا أذكر هذا ليعتز أحدكم بلغته، وليعكف على دراستها.
 يوجد نقطة دقيقة في اللغة هذه الحركة تقلب المعنى رأساً على عقب، فرق كبير بين المنصِب الرفيع وبين المنصَب، فرق كبير بين البِر بكسر الباء الإحسان، والبَر يابسة، والبُر القمح، بين الخَلق والخُلق والخِلق، بين قدَم وقدُم وقدِم، قَدِم حضر، قدُم أصبح قديماً، قدَم سبقه بقدمه، بين حَسَب عدّ، وبين حَسُبَ افتخر بنسبه، وحسِب ظن، يوجد دقة بالغة بالحروف، يُثني غير يَثني، يَثني يلوي، أما يُثني فيمدح، فهذه الضمة تدل على دقة اللغة.

 

انفراد لغتنا بمعاني الأوزان :

 شيء آخر وهذا شيء تنفرد به لغتنا، الحروف وحدها لها معان، كل كلمة فيها حرف السين فيها شيء داخلي نفسي، يقول لك: أنس، حس، لمس، همس، الكلمات التي فيها حرف السين تعني الشيء النفسي الداخلي، والكلمات التي فيها غين تعني غاب، غرق، غيبة، كل كلمة فيها راء تعني التتالي، مرّ، جرّ، كرّ، فرّ، كل كلمة فيها قاف تعني الاصطدام، طرق، لصق، الإنسان الذي يغرق غرق، وضعت الغين لأنه غاب عن الأنظار، وضعت الراء تتالى سقوطه جاء القاف ارتطم بالقاع، مناسبة الحروف لمعانيها شيء تنفرد به اللغة العربية.

(( تهادوا تحابوا ))

[ مالك في الموطأ عن مالك بن عطاء الخراساني ]

 صيغة مشاركة، قاوم، قاتل ، شارك، أرسلت رسالة، وتلقيت رسالة، ضَربت وضُربت، تناقش، تحاور، ممكن أن تستفيد من معاني الأوزان.

 

اشتقاق النحو في اللغة :

 شيء آخر اشتقاق النحو في اللغة، سبحان الله! تختصر بسبحل، أدام الله عزك، تختصر بدمعز، لا حول ولا قوة إلا بالله بحوقل، لا إله إلا الله تختصر بهلل، الله أكبر تختصر بكبر، الحمد لله حمدل، حيّ على الفلاح تختصر بحيهل، يقول لك: حضرموت، بعلبك، هذه كلمات مختصرة من كلمات مدموجة بعضها ببعض.
 شيء آخر؛ الاشتقاق الكبّار، علم فعل ثلاثي له تقاليب، ممكن أن تقول: علم وعمل، وملع، ولمع، يجب أن يكون في كل هذه التقاليب معنى مختلف، لو دققت في الأفعال الثلاثية وقلبتها على وجوهها لا بد من أن تجد معنى مشتركاً بين كل هذه التقاليب، مثلاً عندنا عرب وعبر، هذا اشتقاق آخر في اللغة العربية.

ثبات خصائص اللغة العربية :

 ومن خصائص هذه اللغة ثباتها، أنتم لا تصدقون أي إنسان إنكليزي الآن لا يستطيع إطلاقاً أن يقرأ شعر شكسبير الذي ظهر في القرن السادس عشر، أي بعض مضي ثلاثمئة عام لا يستطيع أي إنسان إنكليزي أن يفهم شعر شكسبير إلا إن ترجم من إنكليزي إلى إنكليزي، فاللغة في تطور مستمر، أما لغتنا فأي طالب من طلابنا في الصف العاشر يقرأ شعر امرئ القيس الذي قيل قبل ألف وخمسمئة عام.

ألا أيها الليل الطويل ألا انجلِي  بصبح وما الإصباح منك بأمثل
* * *

 كلام واضح جداً شعر امرئ القيس الذي قيل قبل ألف وخمسمئة عام، والفضل في هذا إلى كتاب الله، القرآن الكريم هو الذي حفظ هذه اللغة عبر ألف وخمسمئة عام، ثباتها رائع جداً.

 

دقة التعبير :

 عندنا أيضاً شيء دقيق في اللغة؛ دقة التعبير، أحياناً الإنسان يقول لك: رأى فيها معنى مادي ومعنى معنوي، رأيت العلم نافعاً، العلم لا يرى، رأيت الحق أبلجاً، رأيت المعروف مغنماً، هذه رأى القلبية، لكن حدج تفيد النظر مع المحبة، قال عليه الصلاة والسلام:

(( حدث القوم ما حدجوك بأبصارهم ))

[ فقه اللغة عن ابن مسعود]

 رنا: نظر إلى بحر، إلى سهل أخضر، رنا أي نظر مع المتعة، استمتع بهذا المنظر الجميل، أما إذا القضية معنوية فتقول: رأيت، إذا نظر إلى الشيء ولمسه يقول: استشف، نظر ولمس، إذا نظر وتمطى يقول: استشرف، الآن لاح، لاح السماء فيها غيوم وبين الغيمتين لاحت طائرة، لاح شيء: ظهر واختفى، إذا نظرت وأعرضت يقال: لمح، لمح غير لاح، بحلق: اتسعت حلقة العين، حدق: اتسعت حدقة العين، حملق: ظهر حملاق العين الأحمر، هناك استشرف، وهناك لاح، و لمح، و حدج، و رنا، و نظر، حدق، وهناك شخص:

﴿ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾

[ سورة الأنبياء: 97 ]

 ونظر شزراً، هذه اللغة العربية أكرمنا الله بها، لغة كتابنا.
 مرة ثانية: " يا سلمان لا تبغضي فتفارق دينك، قال: كيف نبغضك وبك هدانا الله؟ قال: تبغض العرب فتبغضني".

 

البحث عن النواحي الإيجابية في أمتنا العربية :

 أنت ابحث عن النواحي الإيجابية، يقول لك: رئيس أمريكا قبل أسبوع عمل تصريحاً، قال: هناك ثلاثة تحديات تنتظر الأمة الأمريكية، انحلال الأخلاق، وتفتت الأسرة، وانتصار الجريمة، نحن مازلنا بخير، مازالت بيوتنا فيها بقية أخلاق، بقية انضباط، فيها نظافة إلى حد ما، الإنسان لا يجاري من ينتقد ومن يتهجم، الله عز وجل جعلنا أمة وسطاً لكن هناك نقطة دقيقة حينما تشعر أنك من أمة اختارها الله لرسالته، أنك من أمة حملت هذه الرسالة، أنك من أمة كلفها الله نشر هذا الدين، أنت ممكن أن تمثل هذه الأمة أروع تمثيل، هناك طلاب علم يأتون من أطراف الدنيا إلينا، أنت تحمل رسالة فلتكن في بالك الآيتان:

﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا ﴾

[ سورة يوسف: 2 ]

 الآية الثانية:

﴿ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ﴾

[ سورة الشعراء: 195 ]

 سيدنا عمر قال: " تعلموا العربية فإنها من الدين". الإنسان عندما يتعلم العربية ولو كان مهندساً، ولو كان طبيباً، ولو كان صاحب حرفة إذا تعلم مبادئها، لأن تعلم هذه اللغة يعينه على فهم كتاب الله، وعلى فهم سنة رسول الله، هناك فرق بين كلمة وكلمة، بين حرف وحرف، فتعلم هذه اللغة جزء من الدين، والاعتزاز بهذه الأمة جزء من الدين. طبعاً كل أمة لها فترة تألق وفترة كبوة، أنت ساهم من إنهاضها من كبوتها، ساهم في تقديم مثل أعلى لهذه الأمة، وكل واحد منا إذا اعتنى بنفسه وبأهله وبعلمه وأقام الإسلام أولاً هو طبقه في بيته، طبقه في عمله، لو فعلنا هذا جميعاً، إذا فعلنا ما نقدر عليه وقد أقدرنا الله عليه كفانا الله ما لا نقدر عليه، قال تعالى:

﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾

[ سورة الرعد: 11 ]

تمثل أخلاق أمتنا العربية في إسلامها :

 سيدنا جعفر رضي الله عنه حينما سأله النجاشي عن الإسلام فقال:

(( أيها الملك كنا قوماً أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك، حتى بعث الله إلينا رسولاً منا نعرف نسبه، وصدقه، وأمانته، وعفافه، فدعانا إلى الله لتوحيده، ولنعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء))

[ابن خزيمة عن عفر بن أبي طالب ]

 هذه أخلاق الإسلام:

(( خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام ))

[ أحمد عن أبي هريرة]

 وحينما قال:

(( إنما بعثت معلماً ))

[ ابن ماجه عن ابن عمرو]

(( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ))

[البزار عن أبي هريرة ]

 معنى ذلك أن هناك كان يوجد أخلاق، رجل كان يركب حصاناً، رأى رجلاً في أيام الصيف- والصحراء شديدة الحر- ينتعل رمال الصحراء المحرقة، دعاه إلى ركوب الخيل رحمة به، لكن هذا الإنسان أحد لصوص الخيل، ما إن اعتلى متن الخيل وراء صاحبها حتى دفعه إلى الأرض، وعدا بها لا يلوي على شيء، فصاح صاحب الفرس: يا هذا لقد وهبت لك هذه الفرس، ولن أسأل عنها بعد اليوم، ولكن إياك أن يشيع الخبر في الصحراء فتفقد الصحراء أجمل ما فيها، حتى في الجاهلية كان هناك بعض القيم:

(( إنما بعثت معلماً ))

[ ابن ماجه عن ابن عمرو]

(( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ))

[أخرجه البزار عن أبي هريرة ]

 هذا ما يدعو إلى أن نكون متمثلين بأخلاق أمتنا في إسلامها، أنت على ثغرة من ثغر الإسلام فلا يؤتين من قبلك.
 أنا أتمنى على كل أخ أن يهتم ببعض القضايا اللغوية، لا نطلب منك أن تكون سيبويه، لكن هناك أشياء بسيطة:

﴿ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾

  إذا قال: ورسوله، المعنى خطير جداً، أي الله عز وجل تبرء من المشركين وتبرأ من رسوله،

﴿ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾

﴿ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ ﴾

 ورسوله أيضاً بريء.
 أنت تصلي، تقرأ القرآن الكريم، لا بد من ضبط اللسان، يحتاج إلى جهد، إلى تعليم، والعربية تعلمها من الدين.

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور