وضع داكن
29-03-2024
Logo
أدعية مأثورة - الدرس : 18 - إن هذه لا تؤذي الميت ……
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.

النبي الكريم كان يحترم القوانين التي قننها الله عز وجل للجسم البشري :

 أيها الأخوة الكرام: من خلال هذه الدروس وشرح أدعية النبي عليه الصلاة والسلام ينبغي أن نحصل على ملامح شخصية النبي عليه الصلاة والسلام لأنه قدوة، ولأن الله سبحانه وتعالى جعله رمزاً للكمال البشري.
 فمن يقول: إن الكون خلق من أجل محمدٍ هذا كلام غير صحيح، لكن البشر خلقوا ليكونوا على شاكلة محمد، هو القدوة والمثل، من خلال هذه الأدعية نستنبط أن النبي عليه الصلاة والسلام يكره المرض ولاسيما المرض العضال، ويكره كل أنواع السقام، لذلك كان يحترم القوانين التي قننها الله عز وجل لهذا الجسم.
 وأنا أقول: حينما تكمل عبادتك لله عز وجل يجب أن تأخذ بكل القوانين التي تحكم الجسم، فهذا الذي لا يعنى بقوة جسمه لا يعنى بمرونة عضلاته، لا يعنى بوزنه، لا يعنى بطعامه وشرابه، ماذا يأكل؟ هذا الذي يعيش في غفلة عن قوانين الجسم ثم يصيبه المرض في وقت مبكر لا يلوم إلا نفسه، لأن الله سبحانه وتعالى حينما قال:

﴿ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ ﴾

[ سورة الشعراء ]

 لم يقل وإذا أمرضني فهو يشفين، قال تعالى:

﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ ﴾

[ سورة الشعراء: الآية 80]

 هذا ملمح في الآية يشير إلى أن أصل المرض مخالفة لمنهج الله.

 

النبي الكريم يكره المرض و كل أنواع السقام :

 النبي يكره المرض، ويكره المرض العضال، بل يكره كل أنواع السقام، وبالمقابل يكره المرض ويأخذ بأسباب الصحة، وكان عليه الصلاة والسلام قوي البنية، بعض الذين كذبوا دعوته كان مصارعاً كبيراً فأقسم لو أن محمداً صرعه ليسلم، صرعه المرة الأولى والثانية والثالثة.
 ومرةً إنسان في المعركة قال: أين محمد لا نجوت إذا نجا؟ طلبه باسمه، فأمسك بالرمح فوكزه به فوقع من على فرسه وولى هارباً، قال: والله إن محمداً لو بصق عليّ لقتلني.
 كان قوي البنية، لذلك أنا أعجب بأخ مؤمن يسعى لقوته الجسمية، قال تعالى:

﴿ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ﴾

[سورة البقرة: الآية 247]

 أما ما يشاع في عصور التخلف أنه كلما كنت مريضاً أكثر كلما كنت ولياً، هذا كلام سخيف، كلما كنت ضعيفاً أكثر كنت ولياً، هذا فكر لم يأتِ به الإسلام، جاء به الهنود حينما اصطنعوا المرض، نقل هذا من الهنود إلى بعض الأديان السماوية، والحقيقة أن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف، ولو قرأتم توجيهات النبي عليه الصلاة والسلام في شأن الصحة لرأيتم أن هذه ليست من عنده إنها وحي من الله، كثير من توجيهاته النبوية أصاب بها كبد الحقيقة، مثلاً: هل تصدقون أن مؤتمراً علمياً عقد في القاهرة للبحث في حديث شريف هو أن النبي عليه الصلاة والسلام ذكر أنه بالحبة السوداء الشفاء كله، كلام فيه مبالغة كبيرة فيما يبدو لضعاف العقول، هذه الحبة السوداء فيها الشفاء من كل داء؟! عقد مؤتمر في القاهرة ليبحث في الحبة السوداء فإذا بها تقوي جهاز المناعة، وجهاز المناعة مسؤول عن مكافحة الأمراض الجرثومية والسرطانية.

 

على المؤمن أن يطبق سنة النبي عليه الصلاة والسلام في طعامه وشرابه :

 إذاً:

((الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ ))

[مسلم، ابن ماجه، أحمد عن أبي هريرة]

 وكان عليه الصلاة والسلام يسأل الله العافية ومن أكثر أدعيته:

(( اللهم ارزقنا العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة ))

[أخرجه أبو داود عن عبد الله بن عمر ]

 فعلى المؤمن أن يعلم وأن يعرف ماذا يأكل؟ يوجد معلبات فيها مواد حافظة، فيها مواد مسرطنة، مواد محفوظة من سنوات طويلة، ينبغي أن تعلم ماذا تأكل، يجب أن تأكل الشيء الطازج، أما هذا النمط الذي جاءنا عن الغرب تخزين الطعام لسنوات فثبت الآن أن هذا الطعام المخزن يصبح فيه عفونات لا نراها نحن وهي سبب كبير في بعض الأمراض المنتشرة.
 أي جزء من إيمان المؤمن أن يعرف ماذا ينبغي أن يأكل؟ ماذا ينبغي أن يشرب؟ كيف يأكل المؤمن؟ يطبق سنة النبي عليه الصلاة والسلام في طعامه وشرابه.

 

على المؤمن أن يصطفي من الطعام ما يناسبه مع المحافظة على لياقته الصحية :

 كان عليه الصلاة والسلام مع أصحابه يوم بدر ولم يجد إلا ثلاثمئة راحلة، وكان أصحابه يعدون الألف، فقال: كل ثلاثة على راحلة وأنا وعلي وأبو لبابة على راحلة، فركب النبي عليه الصلاة والسلام فلما جاء دوره في المشي، دوره في المشي هو قائد الجيش، نبي الأمة، سيد الأنبياء والرسل، توسل صاحباه توسلاً أن يبقى راكباً فقال: ما أنتما بأقوى مني على السير - كان رياضياً - وما أنا بأغنى منكما على الأجر.
 وتقول السيدة عائشة رضي الله عنها: "تسابقت أنا ورسول الله فسبقته فلما ركبني اللحم سبقني".
 هو لم يركبه اللحم، حافظ على رشاقته، وحافظ على لياقته الصحية، إذاً من توجيهات النبي الجسم السليم والقوي، أي أنت مكلف أن تأخذ بأسباب القوة، بأسباب الصحة، أن تعلم ماذا يدخل إلى هذا الفم، أما صرعات الناس الآن فقد تشيع أكلة في الناس وقد تكون هذه الأكلة ليست نافعة بل ضارة، نأكل ولا نعلم ماذا نأكل، فالمؤمن يصطفي من الطعام ما يناسبه، لا أقول يصطفي الطعام الغالي، لا، يمكن أن تأكل أرخص طعام لكنه مفيد جداً.
 هذا أول استنباط من أدعية النبي عليه الصلاة والسلام.

الزواج من سنة النبي عليه الصلاة والسلام :

 الشيء الثاني: النبي عليه الصلاة والسلام ما وجه أصحابه إلى الرهبنة، قال تعالى:

﴿ وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ﴾

[سورة الحديد: الآية 27]

 هم حينما كتبوها على أنفسهم خلاف منهج الله، قال تعالى:

﴿ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا ﴾

[سورة الحديد: الآية 27]

 يقول عليه الصلاة والسلام:

((جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا فَقَالُوا: وَأَيْنَ نَحْنُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ قَالَ أَحَدُهُمْ أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا وَقَالَ آخَرُ أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلَا أُفْطِرُ وَقَالَ آخَرُ أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ أَنْتُمْ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي))

[ البخاري، مسلم، النسائي، أحمد عن حُمَيْدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ الطَّوِيلُ]

 الإنسان حينما لا يتزوج احتمال أن ينحرف، و هذا الاحتمال كبير جداً وقد يصل إلى التاسعة والتسعين بالمئة فلذلك الزواج من سنة النبي عليه الصلاة والسلام.

 

الابتعاد عن الفقر الذي أساسه الكسل :

 شيء آخر: النبي عليه الصلاة والسلام كره الفقر، الفقر الذي أساسه الكسل، هذا الفقر مذموم قال عليه الصلاة والسلام:

((اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا....))

[ الترمذي، أبو داود، ابن ماجه، أحمد، الدارمي عَنْ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ]

 أمسك بيد ابن مسعود رضي الله عنه وكانت خشنة من العمل رفعها وقال: "إن هذه اليد يحبها الله ورسوله".
 رأى النبي الكريم و أصحابه شاباً ينطلق إلى عمله باكراً فقال أصحابه وقد صحح لهم قولهم لو أن هذا العمل في سبيل الله، فقال: من ذهب إلى عمله ليرعى أسرةً -والحديث طويل - فهو في سبيل الله.
 فعملك الذي ترتزق منه إذا كان في الأصل مشروعاً، وسلكت به الطرق المشروعة، ولم يشغلك عن فريضة، ولا عن واجب ديني، وابتغيت كفاية نفسك وأهلك، انقلب هذا العمل إلى عبادة، معنى هذا ليس في الإسلام بطالة، بطالة مغلفة بالدين لأنني أعمل للآخرة، أنا لا أعمل في الدنيا، إذاً أصبحت أنت عبئاً على الناس، والحقيقة هناك توجيهات نبوية رائعة؛ النبي عليه الصلاة والسلام فيما تروي الأخبار رأى شاباً يصلي في المسجد في أوقات العمل قال: "من يطعمك؟ قال: أخي، قال: أخوك أعبد منك". الذي يعمل ويطعمك أقرب إلى الله منك لأن اليد العليا خير من اليد السفلى.
 الإنسان عندما يتقن عمله، ويكون له دخل معقول، هذا الدخل يعود على أهله وأولاده، يقدم لهم الحاجات الأساسية، يلبسون، يأكلون، يشربون، يسكنون في بيت صحي، هذا جزء من العبادة، أما إنسان يهمل دنياه إهمالاً كاملاً، ينعكس الإهمال على أولاده، وعلى زوجته وأهله، يرفضون هذه الحياة الخشنة، وينتقدون أباهم، فليس هذا من الدين في شيء.

 

أنواع الفقر :

 أنت من خلال هذه الأدعية تكتشف ملامح شخصية النبي صلى الله عليه وسلم، كان قوي البنية، كان يحب الطيبات ولا يحرمها، وكان عليه الصلاة والسلام بالمقابل يكره الفقر الذي أساسه الكسل، هناك فقر الكسل، وهناك فقر القدر، وهناك فقر الإنفاق، فقر الإنفاق هذا مستحسن لأنك ذو إيمان كبير، ومعك مال، وحولك أناس فقراء، مرضى، مؤمنون معذبون، فلم تحتمل الآلام التي يعانون منها، بذلت هذا المال لمن حولك طبعاً، حينما تبذل هذا المال قد لا يبقى لك منه شيء، هذا فقر الإنفاق، بينما فقر القدر فصاحبه معذور فيه عاهة، يوجد عنده عجز جسمي، أما هذا الذي يهمل عمله فلا يتقن عمله. النبي صلى الله عليه وسلم دفن أحد أصحابه فالذي حفر القبر ثم سواه أبقى فرجةً قال عليه الصلاة والسلام: "إن هذه لا تؤذي الميت ولكنها تؤذي الحي".

الإتقان و عزة النفس من صفات المؤمن :

 أي إنسان يقوم بعمل غير متقن أنا أعدّه عاص عصى الله عز وجل، لأن الإتقان من صفات المؤمن:

(( إن الله يحب من العبد إذا عمل عملاً أن يتقنه))

[الجامع الصغير عن عائشة]

 مثلاً النبي كان قوي البنية، واعتنى بصحته، وعدّ صحته وعاء عمله، لكن إذا جاء المرض نقبله لا نرفضه، النبي كره الفقر وكره الذل، قال:

(( من جلس إلى غني فتضعضع له ذهب ثلثا دينه ))

[ البيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود]

 الإنسان حينما يهون أمر الله عليه يهون على الله، من صفات المؤمن عزة نفسه، لا يضع نفسه في موضع ذل أبداً، وكان عليه الصلاة والسلام يقول:

((ابتغوا الحوائج بعزة الأنفس فإن الأمور تجري بالمقادير))

[ابن عساكر عن عبد الله بن بسر]

 ويقول:

((...شرف المؤمن قيام الليل وعزه استغناؤه عن الناس ))

[ الطبراني عن سهل بن سعد]

على المؤمن ألا يكره من فوقه وألا يحتقر من دونه :

 البند الرابع في شخصية النبي أنه وجهنا ألا نكره من فوقنا، وألا نحتقر من دوننا، دائماً من صفات الكفار، صفات أهل الدنيا، أنهم يستعلون على من دونهم، ويتذللون لمن فوقهم، أو يحقدون عليهم، إما أن ينبطح أمامه وإما أن يحقد عليه، النبي علمنا فقال:

((جَاءَ شَيْخٌ يُرِيدُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَبْطَأَ الْقَوْمُ عَنْهُ أَنْ يُوَسِّعُوا لَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا ))

[ الترمذي عَنْ زَرْبِيٍّ ]

 أنت كمؤمن ينبغي أن توقر من هو فوقك، وأن ترحم من هو دونك، فجعل المجتمع لُحمة، جعل المجتمع نسيجاً متماسكاً، فهذا أيضاً أيها الأخوة من توجيهات النبي عليه الصلاة والسلام.
 الحقيقة جماعات إسلامية كثيرة جداً بعيدة عن توجيهات النبي.

 

من أتقن عمله احترم دينه :

 لذلك الإسلام بعد هذا الأمد الطويل دخل عليه مما ليس منه، فلابد من تجديد هذا الدين، أن تنزع عن الدين ما علق به مما ليس منه، لابد من تجديد هذا الدين، أن تنزع عن الدين ما علق به مما ليس منه، الآن - وهذا اجتهاد شخصي - لا يمكن أن يحترم دينك إن كنت متخلفاً في دنياك، من سقف المتاع إنسان غير متقن مهمل لعمله، إرجائي، مسوف، متواكل، يستخدم قيم الدين لتبرير خطئه، هكذا أراد الله؟ هو يرتكب الأخطاء الفاحشة ويعزو خطأه إلى الله عز وجل، هذا النموذج مرفوض الآن، لذلك أعداء الإسلام عندهم أدلة قوية أن الإسلام دين تخلف -عندهم هذه الأدلة دين التخلف - أينما ذهبت إلى أي بلد إسلامي تجد تخلفاً شديداً، تجد فقراً وإهمالاً و فوضى.
لكنني زرت بلداً إسلامياً في شرق آسيا، دهشت حينما علمت أن هذا البلد من أغنى بلدان العالم، عنده فائض نقدي، يزيد عن ستين مليار دولار، وهذا البلد لا يزيد سكانه عن ثلاثة وعشرين مليوناً، صادراتهم للعالم تفوق صادرات الدول العربية مجتمعة بما فيها النفط، هذا البلد يصدر رقائق كومبيوتر، هذه لا تحتاج إلى مواد أولية، تقريباً سبعون بالمئة من صادراته رقائق كومبيوتر، وجزء من صادراته المطاط، وزيت النخيل، وبعض المواد الأخرى، رأيت فيه النظام، رأيت فيه القوة، رأيت فيه العزة، جاءهم مسؤول كبير جداً في العالم الغربي ليحشر أنفه في قضاياهم الداخلية، فقالت له وزيرة هذا البلد: ضع حذاءك في فمك ولا تنطق إلا بما يعنيك وطردوه، هؤلاء مسلمون؟
كنا في مؤتمر فقال أحد خطباء المؤتمر يعرض بالعرب أن أنتم تعزون أخطاءكم إلى الله.
 وهذا خطأ كبير جداً، أخطاؤنا من صنعنا.
 ملخص هذا الكلام لا يمكن أن يحترم دينك الآن إلا إذا كنت متقناً لعملك، إلا إذا كنت في مستوى في علاقاتك الاجتماعية راق جداً، إلا إذا كنت تؤمن بالاستمرار، أما الأعمال الفردية التي تنتهي بموت الفرد فهذه لا قيمة لها، وليس لها شأن في بناء الأمة، فأرجو الله سبحانه وتعالى أن نستنبط من أدعية النبي ملامح شخصية النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه الشخصية الفذة هي القدوة لنا، يجب أن نكون متوكلين لا متواكلين، أن نأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ثم نتوكل على الله وكأنها ليست بشيء، يجب أن نتقن أعمالنا، أن نربي أولادنا، أن تكون بيوتنا متماسكة، أن نعتني بتربية الأجيال، هذا كله من ملامح أدعية النبي.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور