وضع داكن
24-04-2024
Logo
قراءات قرآنية - الدرس : 27 - من سورة الأنبياء - مرض الغفلة.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .

مرض الغفلة من أخطر الأمراض التي تصيب النفس :

 أيها الأخوة الكرام ؛ من أخطر الأمراض التي تصيب النفس ، والتي يمكن أن تكون سبب هلاك الإنسان ، مرض قد لا ننتبه إليه : مرض الغفلة ، الغفلة ؛ أن يغفل الإنسان عما سيأتي إليه ، أن يغفل الإنسان عن يوم الحساب ، أن يغفل الإنسان عن ساعة نزول القبر ، أن يغفل الإنسان عن ساعة يقف فيها بين يدي الله عز وجل ، لذلك : الإنسان إذا كان في صحوة ، فهذه أكبر نعمة ، إذا كان في صحوة ، فكل شيء سيفاجأ به لا يفاجأ به ، مستعد له .
 ما من أحد على وجه الأرض ينكر الموت ، لكن الناس يتفاوتون في الاستعداد له؛ الصاحي يستعد له ، أما الغافل فلا يستعد ، لذلك :

﴿اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ﴾

[سورة الأنبياء :1]

 طبعاً من لوازم الغفلة الإعراض ، من لوازم الصحوة الإقبال ، أنت صاح إذاً أنت مقبل ، أنت غافل إذاً أنت معرض ، فالإنسان ما الذي جعله يغفل ؟ أن تستهلكه الدنيا ، إذا ما اقتطع من وقته وقتاً يتأمل فيه .
 النبي عليه الصلاة والسلام كان يختلي في غار حراء الليالي ذوات العدد .
 نحن ينبغي أن نخلو مع الله كل يوم جزءاً من الساعة ، بعد صلاة الفجر بعيداً عن متاعب الحياة ، عن هموم العيش ، عن هموم الرزق ، عن هموم الزوجة والولد ، عن تزويج البنات ، عن تزويج الذكور ، عن تأمين البيوت ، عن دفع النفقات ، عن وفاء الديون ، عن معالجة الأمراض ، كل هذه الهموم المتراكمة دعها في ساعة من النهار ، وتأمل فيما تكون إليه، في الذي تصير إليه ، فيما بعد الموت ، ماذا تفعل بعد الموت ؟ لذلك أخطر مرض أن يكون الإنسان غافلاً ، إذا غفل عن ربه أعرض عنه ، وإذا كان صاحياً أقبل عليه .
 مرة سألوا طالباً نجح و كان الأول على القطر : ما أسباب هذا التفوق ؟ أجاب إجابة لا تزال عالقة في ذهني سنوات طويلة ، قال : لأن ساعة الامتحان لم تغادر مخيلتي ولا لحظة في العام .
 الدراسة من شهر أيلول ، الامتحان بذهنه ، بدأ يستعد له ؛ فالإنسان إذا صحا يُقبل وإذا غفل يعرض .

 

الإنسان بدافع من حرصه على سعادته عليه أن يعرف أين هو من كتاب الله :

 شيء ثان : الإنسان بدافع من حرصه على سعادته ، بدافع من حبه لذاته ، بدافع من خوفه ألا يكون من الناجحين الفائزين ، إذا قرأ القرآن ، ألا ينبغي أن يعلم أين هو من كتاب الله ؟
 سؤال كبير ؛ فرضاً إذا ظهر قرار بترفيع موظفي كلّ درجة ، ويوجد مبلغ يترفع فيه، فإذا الإنسان سمع بهذا القرار ، ألا يسأل سؤالاً دقيقاً : أنا مرتبتي أولى أو ثانية كم سيزداد راتبي؟ هذا القرار يطبقه على ذاته . ربنا عز وجل قال :

﴿لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ﴾

[سورة الأنبياء :10]

 اقرأ القرآن :

﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ﴾

[سورة الأنفال :2]

 هل أنت من هؤلاء ؟ :

﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾

[سورة البقرة :3]

 هل أنت من هؤلاء ؟ لو استعرضت الآيات التي تصف المؤمنين ، اسأل نفسك هذا السؤال ، لو استعرضت الآيات التي تصف المنافقين ، لعل الإنسان تنطبق عليه بعض الصفات.
 إذاً :

﴿لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾

[سورة الأنبياء :10]

 وأنت تقرأ القرآن ، حدد أين أنت من هذا الوصف ؟ هل أنت مع المؤمنين ؟ هل مع السابقين ؟ هل مع المقتصدين ؟ هل مع المقصرين ؟ هل مع الذين خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً ؟ هل مع المنافقين ؟ هل مع المعرضين ؟ هل مع الفجار ؟ هل مع العصاة ؟ أين أنا في هذا القرآن الكريم ؟ أين ذكري في هذا القرآن الكريم ؟

 

الإعجاز في القرآن الكريم :

 الآن معنا آية كونية فيها ما يسميه علماء القرآن : السبق العلمي :

﴿وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ﴾

[سورة الحج :27]

 الفج العميق في الكرة هو البعيد ، لكن كلما ابتعدت عن نقطة في الكرة ، ظهر الخط منحنياً ، كرة ، هذه نقطة ، هذه مكة ، كلما جئت من مكان بعيد ، المكان كان بشكل منخفض ، أو بشكل منحن ، إذاً : هذا من إعجاز القرآن العلمي .
 يوجد إعجاز آخر :

﴿كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا ﴾

[سورة الأنبياء :30]

 نعم ، أي السماء فتقت بالأمطار ، والأرض فتقت بالنبات ، السماء في الصيف لا ماء فيها ، والأرض جافة ، في الشتاء السماء تمطر ، والأرض تنبت :

﴿كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ﴾

[سورة الأنبياء :30]

 أيضاً هذا من السبق العلمي .
 هناك آية كونية ثالثة ؛ الآن تسمعون عن طبقة الأوزون المخلخلة عن ارتفاع الحرارة بالأرض ، أو بفعل ازدياد غاز الفحم في جو السماء ، ارتفاع الحرارة ، ذوبان الثلوج ، هذه الأمطار التي جرت غير المتوقعة ، تبدل خطوط المطر ، هذه كلها من خلخلة طبقة الأوزون ، هل هناك إشارة إلى طبقة الأوزون في القرآن الكريم ؟ تفضل :

﴿وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً﴾

[سورة الأنبياء:32]

﴿سَقْفاً مَحْفُوظاً﴾

[سورة الأنبياء:32]

 السماء ، هناك طبقة تمنع عنا أشعة الشمس القاتلة ، سرطانات الجلد في بعض البلاد التي تقابل ثقب الأوزون ارتفعت إلى سبعين بالمئة ، كانت النسبة قليلة جداً ، أصبحت نسبة المصابين بالأمراض في بعض المناطق سبعين بالمئة ، بسبب خلخلة طبقة الأوزون التي كانت بسبب تغيير خلق الله عز وجل :

﴿وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً﴾

[سورة الأنبياء:32]

الدنيا دار ابتلاء لا دار جزاء :

 أي ممكن أن يكون الغنى بلاء ؟ فلان ابتلاه الله بالغنى ، هذا كلام غير مألوف؛ ابتلاه بالغنى ، ابتلاه بالجمال ، ابتلاه بالوسامة ، ابتلاه بقوة الإقناع ، ابتلاه بأولاد ممتازين ، هذا الكلام مقبول ؟ نعم :

﴿وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً﴾

[سورة الأنبياء:35]

 أتصبرون ؟ الإنسان يبتلى بالعطاء ، ويبتلى بالمنع ، يجب أن تؤمن أن كل شيء نلته منه مادة امتحانك معه ، هاتان مادتان خاصتان ، وهناك مواد عامة ؛ تمشي في الطريق ، امرأة سافرة هي امتحان عام لكل الرجال ، الأشياء المبذولة بالطريق هذا امتحان عام .
 أحياناً ببعض الكليات ؛ هناك مادة مشتركة بين كل الكليات ، إذاً كل كلية مادة خاصة ، فكل إنسان عنده مواد امتحان خاصة به ، المواد نوعان ؛ إيجابية وسلبية ، الشيء الذي ناله من الله هذا مادة امتحانه مع الله ، الشيء الذي زوي عنه مادة امتحانه مع الله ، والشيء المبذول في الطرقات هذا مادة عامة لكل الناس ، فأنت ممتحن كمواد عامة ، ومواد خاصة ، المواد الخاصة الحظوظ التي نلتها ، والحظوظ التي حرمتها ، هذه مواد خاصة ، وأنت في الدنيا التي هي دار ابتلاء ، وليس دار جزاء . إن هذه الدنيا دار التواء ، لا دار استواء .

إنقاذ الله للإنسان في الوقت المناسب :

 موضوع سيدنا إبراهيم يلفت النظر ، رسول الله ، ومن أولي العزم ، فكيف مكنهم الله عز وجل أن يلقوا القبض عليه ؟ لماذا ؟ ألا يستطيع الله عز وجل وهو على كل شيء قدير أن يخفيه ؟ ألقي القبض عليه ، جاؤوا بنار عظيمة ، وأشعلوها ، الله جلّ جلاله ألا يستطيع أن يطفئها ؟ نعم ، لكن ربنا عز وجل ليرينا آياته ، مكنهم أن يقبضوا عليه ، ومكنهم أن يشعلوا هذه النار ، ومكنهم أن يلقوه بها ، هم فعلوا كل شيء بإمكانهم ، ومع ذلك :

﴿يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾

[سورة الأنبياء:69]

 لو قال : برداً ، مات من البرد ، قال : برداً وسلاماً ، لو لم يقل : على إبراهيم ، ما انتفعنا بالنار إلى يوم القيامة :

﴿يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾

[سورة الأنبياء:69]

 إذاً أحياناً يبدو لك أن الله تخلى عنك ، أي الأشياء الأولى تقع عليك ، لكن في النهاية الله ينقذك بآية ، بكرامة ، لو أنقذك بوقت قبل ذلك ما بدت هذه الكرامة .

 

أفضل كسب الرجل أن يأكل من عمل يده :

 كلكم تعرفون أن لكل إنسان صنعة ، إنسان يعمل بفكره ؛ محام مثلاً أو طبيب أو مدرس ، و آخر يعمل بعضلاته ، و الثالث موظف ، و هناك إنسان صاحب حرفة ، الله عز وجل هل كرَّم أصحاب الحرف ؟ هل كرم في آية في هذا القرآن الكريم أصحاب الحرف ؟
 تفضل نبي عظيم ، له صنعة ، يصنع الدروع ، ويأكل من صنعة يده . و إن أفضل كسب الرجل أن يأكل من عمل يده ، وإن أخي داود كان يأكل من عمل يده .
 إذا إنسان صاحب صنعة - نجار ، حداد ، دهان - هذا أشرف عمل ، لأنك تبذل جهداً حقيقياً ، وتأخذ الثمن والأجرة حلالاً مئة بالمئة ؛ فربنا عز وجل كرّم أصحاب الحرف ، حينما جعل أحد الأنبياء العظام يقتات من عمل يده ، وكانت صنعته صنعة لبوس لكم ، يصنع الدروع ، ويقتات منها .

 

فضائل الاجتماع مع المؤمنين :

 إذا الواحد الله عز وجل سمح له أن يكون مع المؤمنين ، أي قبلوه ، وتفاعل معهم ، وأحبهم وأحبوه ، واندمج معهم ، وشعر بالأنس ، وشعر بالرضا والقبول ، إذا دخل المسجد ، يشعر بذاته ، أخوانه يحبونه ، هذا المعنى ، المعنى الاجتماعي ورد اليوم في القرآن الكريم .
 الإنسان و لو كان له صلة بالله ، إذا كان يعيش لوحده ، يشعر بوحشة ، ومن تكريم الله للنبي -عليه الصلاة والسلام- أن الله اختاره ، واختار له أصحابه .
 أي أنت لا يكفي أن تكون لوحدك صالحاً ، تريد أخواناً حولك ، تريد مؤمنين ، تريد أصدقاء تتبادل معهم المشاعر المقدسة ، الأفكار الرائعة ، إذا لم يوجد إنسان يشعر بشعورك ، يقدر أفكارك ، يتجاوب معك ، يتعاطف معك ، يحس بإحساسك ، يتألم بألمك ، يفرح بفرحك ، يقدر علمك ، يقدر مكانتك ، يقدر ورعك ، الحياة صعبة جداً ، هذا المعنى ورد في القرآن الكريم؟ :

﴿وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً﴾

[سورة الأنبياء:89]

﴿وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾

[سورة يوسف:101]

 كن مع الصالحين . فالإنسان إذا كان يعيش لوحده ، يستوحش ، وينحرف ، ويتوهم، ويبالغ ، الآن كل إنسان يعيش لوحده يصاب بأمراض ، أمراض نفسية ، لكن إذا عاشر الناس المؤمنين طبعاً ؛ يتسع أفقه ، تصحح مسيرته ، يسدد عمله ، يندفع إلى الله ، يغار ، يتنافس ، في الجماعة المؤمنة فضائل لا تعد ولا تحصى ، أما الانعزال ، والفردية ، فأفضل مليون مرة من مجتمع منحرف ساقط ، المجتمع الساقط اركله بقدمك ، ولا تعبأ به ، ولا تندمج معه ؛ أما المجتمع المؤمن ، الطيب ، الطاهر ، الورع ، فهذا المجتمع إذا اندمجت معه يسعدك وتسعده ، تأخذ منه وتعطي .
 فضائل الاجتماع : النبي قال :

((عليكم بالجماعة ، وإياكم والفرقة ، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية ))

[أحمد في مسنده والترمذي والحاكم عن عمر ]

 أي إذا الله عز وجل سمح لك أن تكون مع المؤمنين الصادقين ، هذه نعمة كبيرة ، قد لا تعرف قيمتها ، أما إن ارتكبت خطأ لا سمح الله ، والخطأ فضح وانتشر ، وأخوانك علموا به ، ووجدتهم مزورين عنك ، معرضين عنك ، شيء لا يحتمل ؛ الانزواء ، والانعزال ، والحجاب ، شيء مؤلم جداً ، لذلك :

﴿رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً﴾

[سورة الأنبياء:89]

﴿وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾

[سورة يوسف:101]

 و :

(( الجماعة رحمة والفرقة عذاب ))

[الطبراني عن النعمان بن بشير ]

أهوال الساعة تذهل المرضعة عن ابنها :

 آخر نقطة هنا لغوية :

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ﴾

[سورة الآية :1]

﴿يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ﴾

[سورة الحج:2]

 أنت تقول : امرأةٌ مرضع ، لا تقول : مرضعة بل مرضع ، وامرأة ثيِّب ، وامرأة بكر، وامرأة طالق ، وامرأة حامل ، إذا قلت : امرأة حاملة ، ما معنى ذلك ؟ على ظهرها ، إن الصفة التي يشترك فيها الذكر والأنثى تذكر وتؤنث ، حاملة ؛ أي على ظهرها .
 هناك إنسان يحمل على ظهره ، التفريق بين التي تحمل على ظهرها ، وبين الذي يحمل على ظهره بتاء التأنيث ، أما إذا قلت : امرأة حامل ، أي في بطنها ، إن ذكرتها : في بطنها ، إن أنثتها : على ظهرها .
 حسناً : امرأة مرضع ، أي لها وليد ، وفي أثدائها حليب ، ليس الشرط أن ترضعه أمامك ، إنها في طور الإرضاع ، أما إذا قلت : امرأة مرضعة ، أي طفلها على ثدييها ، هل من الممكن أن يضع الرجل طفله على ثديه ؟ وضع الابن على الصدر يذكر ويؤنث .
 فتصور امرأة ابنها ترضعه ، ليست هي في طور الإرضاع ، ابنها ترضعه ، فلما رأت زلزلة الساعة ، ألقت رضيعها وولت هاربة ، أي لا يوجد أدق من هذا الوضع .
 أحياناً المرأة تنسى كل شيء إلا ابنها ، تستغني عن كل شيء إلا ابنها ، أما أن تستغني عن ابنها الرضيع وهو على صدرها . قال :

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ﴾

[سورة الحج:1]

﴿يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ﴾

[سورة الحج:2]

 أحياناً : تنشر الصحف هكذا ؛ بحريق هائل ، بزلزال فزع الناس ، صراخٌ ، عويلٌ ، اضطرابٌ ، أخطاءٌ ، أي هناك صور قريبة من هذا الوصف .

 

تسخير الله من يدافع عن المؤمن الصّادق :

 آخر آية :

﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾

[سورة الحج:38]

 الله عز وجل لا يدافع مباشرة ، لكن إذا أحبّ المؤمن ، يسخر له من يدافع عنه ، ولا يوجد مؤمن صادق مع الله ، إلا وهذه الآية يتمثلها ، تجد شخصاً من أين وجد فجأة وانبرى في الدفاع عنك في غيبتك وأنت لا تدري ؟! فإذا رأيت مثل هذه الحالات ، فهذا دفاع الله عنك ، لا دفاع فلان عنك ، هذا دفاع الله عنك .

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور