الحمد لله رب العالمين، و الصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
الله عز وجل بيده كل شيء وبيده حلّ أية مشكلة :
أيها الأخوة: هناك عدة أحاديث متعلقة بالدعاء, سبب اختياري لها أنه قبل يومين جاءني أخ كريم من بلاد بعيدة, وعرض عليّ مشكلة, كلما فكرت في حلّ لهذه المشكلة أغلق الباب, أو أعلمني أن الباب مغلق, أفكر في هذا الاتجاه هناك باب مغلق, في هذا الاتجاه باب مغلق, والمشكلة كبيرة جداً, ولا تحتمل, وليس لها حل, فقفز ذهني إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما يقول:
((ينْزِلُ رَبّنَا كُلّ لَيْلَةٍ إِلى السّمَاءِ الدّنْيَا حَتّى يَبْقَى ثُلثُ اللّيْلِ الآخر، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْألُنِي فأُعْطِيَهُ؟ وَمَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فأَغْفِرَ لَه؟ حتى ينفجر الفجر ))
﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾
أنت مع إنسان تدعوه, يقول لك: لا أقدر, هذا فوق إمكاناتي, فوق اختصاصي, لا يوجد شواغر, لا يوجد سماح, لا يوجد موافقة, هناك مادة بالقانون تمنعني من أن أخدمها, فأمام الإنسان مليون عقبة وعقبة, إلا أن الله عز وجل بيده كل شيء, وبيده حل أية مشكلة.الدعاء أكبر سلاح بيد المؤمن :
الإنسان إذا ضاقت به الحيل, وعسر عليه الأمر, وسدت أمامه الطرق, ووقع وأُسقط من يده, ورأى عجزه وضعفه, ليس له إلا باب الله عز وجل يطرقه.
فكلما وضعني أخ كريم أمام مشكلة, ليس لها حل, وإمكاناته لا تمكنه من حلها, والذين من حوله ليس بإمكانهم أن يحلوا له هذه المشكلة, ليس أمامي إلا هذا الحديث:
(( ينْزِلُ رَبّنَا كُلّ لَيْلَةٍ إِلى السّمَاءِ الدّنْيَا حَتّى يَبْقَى ثُلثُ اللّيْلِ الآخر، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْألُنِي فأُعْطِيَهُ؟ وَمَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فأَغْفِرَ لَه؟ حتى ينفجر الفجر ))
والدعاء أكبر سلاح بيد المؤمن, إلا أن الإنسان قد يخجل أن يسأل الله, خجله مبعثه عدم استقامته, عدم الاستقامة تكون حجاباً بينك وبين الله .الشدائد تسوق الإنسان إلى باب الله عز وجل :
الحديث الطويل المشهور في الصحاح, المتفق عليه يقول:
((يا عبادي, إني حرمت الظلم على نفسي, وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا, يا عبادي, كلكم ضال إلا من هديته, فاستهدوني أهدكم - اطلب من الله الهداية, الأرض كلها ضلالات, الأرض كلها فتن, الأرض كلها ظلمات- استهدوني أهدكم, -اطلبوا الهداية مني، إذا الإنسان قال: يا رب دلني بك عليك, دلني عليك, أو دلني على من يدلني عليك, خذ بناصيتي إليك, نور قلبي-، فاستهدوني أهدكم, يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته, فاستطعموني أطعمكم))
((فكلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم, يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم, يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار, وأنا أغفر الذنوب جميعاً, فاستغفروني أغفر لكم, يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني, ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني, يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم, كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم, ما زاد في ملكي شيئا, يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم, كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم, ما نقص ذلك من ملكي شيئا, لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم, قاموا على صعيد واحد فسألوني, فأعطيت كل إنسان منكم مسألته, ما نقص ذلك مما عندي, إلا كما ينقص المخيط إذا أُدخل البحر, يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم, ثم أوفيكم إياها, فمن وجد خيراً فليحمد الله عز وجل, ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه))
تقنين الله عز وجل تقنين تأديب وليس تقنين عجز :
الفقرة الأخيرة رائعة:
((ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه))
((فمن وجد خيراً فليحمد الله عز وجل, ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه))
لا تقل: قدر, لا تقل: دهر, لا تقل: ليس لي خط, لا تقل: الطرق مغلقة, لا تقل: الظروف صعبة, الله لا يوجد عنده ظرف صعب, هذه عندنا, وتقول: لا يوجد سوق, الله يوجد عنده سوق, يخلق الرواج من وسط الكساد, ويخلق البيع من وسط الجمود, الله عز وجل هو الحاكم, ولا يوجد شيء ناقص عند الله:﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ﴾
فالله عز وجل يقنن تقنين تأديب وليس تقنين عجز.الدعاء مفتاح النجاة :
الحديث الثاني:
((أقرب ما يكون العبد من ربه عز وجل وهو ساجد فأكثروا الدعاء))
شرف المؤمن قيامه بالليل وعزه استغناؤه عن الناس :
والحديثين الأخيرين:
((ينْزِلُ رَبّنَا كُلّ لَيْلَةٍ إِلى السّمَاءِ الدّنْيَا حَتّى يَبْقَى ثُلثُ اللّيْلِ الآخر، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْألُنِي فأُعْطِيَهُ؟ وَمَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فأَغْفِرَ لَه؟ حتى ينفجر الفجر ))
((من جلس إلى غني فتضعضع له ذهب ثلثا دينه))
لا تتمسكن, لا تعرض همك دائماً للناس, لا تتشكى, لك رب لن ينساك, لا ينسى من فضله أحد, والأمر كله بيده, لذلك: شرف المؤمن قيامه بالليل, وعزه استغناؤه عن الناس.((ابتغوا الحوائج بعزة الأنفس فإن الأمور تجري بالمقادير ))
الرواية الثانية:((إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ، ينزل الله إلى السماء الدنيا فيقول : هل من سائل يعطى ؟ هل من داع يستجاب له ؟ هل من مستغفر يغفر له ؟ حتى ينفجر الفجر ))