الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
الطب الوقائي .
أيها الإخوة المؤمنون ؛ أشار النبي عليه الصلاة والسلام، في أحاديث كثيرة إلى ما يسمى اليوم بالطب الوقائي، والوقاية كما يقولون: درهم وقايةٍ خيرٌ من قنطار علاج ،
القلب :
قال عليه الصلاة والسلام:
(( أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ ))
لو أن أحدنا، قبض كفَّه، حجم كفه المقبوض، كحجم قلبه تماماً، تبدأ عضلته بالضخ، في الشهر الأول، وأنت في بطن أمك، ولا تكفُّ عن الحركة، إلا مع انتهاء الرحلة.إن الطبيب له علمٌ يدلُّ به إن
كان للناس في الآجال تأخير
حتى إذا ما انقضت أيام رحلته
حار الطبيب وخانته العقاقير.
صحة القلب .
فلذلك كما قيل : المعدة بيت الداء، والحمية رأس الدواء ، وليس من غرائب الصدف، أن أطالع مقالةً علمية، يقول فيها المؤلف، أو كاتبها: إن صحة القلب، وانتظام عمله، ودوام عمله، متوقفٌ على، كمية الطعام التي تملأُ المعدة، ونوع هذا الطعام. صحة القلب، وانتظامه، ودوامه نبضه، متوقفٌ، على نوع الطعام وعلى كميته، لذلك قال عليه الصلاة والسلام:
(( مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ ))
قال:(( نحن قومٌ لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع ))
القلب عضلة صغيرة جداً تضخ الدم إلى كافة أنحاء الجسم
(( نعم الإدام الجوع ))
أطيب أكلةٍ تأكلها أن تكون أنت جائع.(( لآمَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ حَسْبُ الآدَمِيِّ لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ غَلَبَتِ الآدَمِيَّ نَفْسُهُ فَثُلُثٌ لِلطَّعَامِ وَثُلُثٌ لِلشَّرَابِ وَثُلُثٌ لِلنَّفَسِ ))
شيءٌ آخر، حينما قال النبي عليه الصلاة والسلام:(( أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ ))
حَمَّلَ بعض علماء التفسير، وعلماء الحديث، هذا الحديث معنىً آخر، أن للنفس قلباً، هناك قلب الجسد، وهناك قلب النفس، فمن كان قلبه سليماً، من كل غشٍ، أو حسدٍ، أو حقدٍ.﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)﴾
يقول بعض الأطباء: إن هناك عدة أشياء تتلف القلب، أولها، التوترات العصبية، قال ربنا عزَّ وجل:﴿ فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آَخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213)﴾
معناها الشرك، يسبب أمراضاً في القلب، والإيمان يسبب صحةً لهذا القلب.(( عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ))
عمل القلب وصحته متوقف على نوع الطعام وكميته
الشرك يسبب أمراضاً في القلب والإيمان يكسبه الصحة
﴿ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ﴾
﴿ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى﴾
﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ﴾
من أراد الصحة فليسلك سبيل النبي عليه الصلاة والسلام
(( مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ ))
نحن قومٌ لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع.
ونوعية الطعام، كان النبي الكريم، يتخير من طعامه، ما كان فيه الفائدة.
أيها الإخوة المؤمنون... هذا جزءٌ من الطب النبوي.