الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ الصادق الوعد الأمين اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
الشرك نوعان ؛ خفي و جلي :
أيها الأخوة الكرام ... مع الدرس السادس والخمسين من دروس سورة الأعراف ، ومع الآية التاسعة والثمانين بعد المئة ، وهي قوله تعالى :
﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آَتَيْتَنَا صَالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * فَلَمَّا آَتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آَتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾
الحقيقة الأولى في هذه الآية هي حقيقة التوحيد ، والتوحيد نقيض الشرك ، والشرك نوعان ، شرك جلي كأن ينحت قوم صنماً ، ويطلقون عليه اسماً ، ويضعونه في معابدهم ، ويعبدونه من دون الله هذا الشرك شرك جلي ، والله سبحانه وتعالى تفضل على المؤمنين وانتهت حياتهم من الشرك الجلي .﴿ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ﴾
من وقع في شرك خفي أدبه الله عز وجل حتى يبقى موحداً :
الشرك الخفي قلّ ما ينجو منه المؤمنون ، حتى إن الصحابة الكرام في حنين وقعوا بنوع خفيف جداً من الشرك الخفي ، حينما قالوا :
(( ولن يُغْلَبَ اثنا عَشَرَ ألفا مِنْ قِلَّةٍ ))
﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾
الرسالات السماوية جمعت في هذه الآية :﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾
فنحن في هذه الآية حديثنا عن الشرك الخفي ، قد يعتمد الإنسان على ماله ، كيف يؤدب ؟ يؤدب بمصيبة لا يحلها المال .التوحيد أن تعتمد على الله و تخلص الوجهة له :
حينما تعتمد على مالك ، أو على نسبك ، أو على أهلك ، أو على أبيك ، أو على قوي ، أو على صديق ، أو على ذكاء ، أو على عقل ، التوحيد أن تعتمد على الله ، التوحيد أن ترى أن الله وحده هو الرافع ، وهو الخافض ، وهو المعطي ، وهو المانع ، وهو الضار ، وهو النافع ، وهو المعز ، وهو المذل ، أن تخلص الوجهة إلى الله ، وأنا أستخدم هذا المثل لأنه مناسب جداً لشرح هذه الآية .
بلدنا الطيب عاصمته دمشق ، وهناك ثاني أكبر مدينة بعدها ألا و هي حلب ، وهناك قطار بين دمشق وحلب ، إنسان له مبلغ كبير في حلب وقد وعد أن يقبضه مثلاً يوم الاثنين الساعة الحادية عشرة ، يوجد قطار من دمشق إلى حلب ، يصل الساعة العاشرة ، قطع تذكرة من الدرجة الأولى ، وأخطأ وجلس في عربة من الدرجة الثالثة ، أليس هذا خطأ ؟ خطأ ، دفع قيمة الدرجة الأولى وجلس في الدرجة الثالثة ، لكن القطار متجه إلى حلب ، أخطأ خطأ ثانياً ، جلس مع ركاب شباب متفلتون أزعجوه إزعاجاً شديداً ، هذا خطأ ثانٍ ، لكن القطار متوجه إلى حلب ، جلس عكس اتجاه القطار أصيب بالدوار هذا خطأ ثالث ، لكن القطار متجه إلى حلب ، الآن تلوى من الجوع ولا يعلم أن في القطار عربة مطعم ، هذا خطأ رابع ، لكن القطار متجه إلى حلب ، أما في خطأ لا يغفر أن تركب خطأ قطار درعا المتجه نحو الجنوب ، هذا القطار لا يوجد معه مبلغ تقبضه ، القطار مريح جداً ، ودرجة أولى ، ولوحدك في الغرفة ، مقاعد وثيرة ، لكن انتهى كل شيء ، تعطلت الغاية ، ألغي الهدف .
من أشرك بالله عز وجل انتهى و أصبح طريق المغفرة عنده مسدوداً :
الإنسان مع التوحيد قد يخطئ ، لكن الله يغفر له ، أما إذا أشرك انتهى عند الله ، لذلك :
﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ ﴾
﴿ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ﴾
التولي و التخلي :
لذلك درس ينبغي ألا ينسى ، درس التوحيد ، تقول الله ، يتولاك الله جلّ جلاله ، يتولاك بالتوفيق ، يتولاك بالحفظ ، يتولاك بالتأييد ، يتولاك بالنصر ، يتولاك بالقول السديد ، يتولاك بالفكر الرشيد ، يتولاك بالمنطق الصحيح ، يتولاك فيهبك مكانة ، يتولاك فيهبك حكمة ، يتولاك فيهبك أمناً ، يتولاك فيهبك عطاء ، يتولاك فيهبك سعادة ، يتولاك فيهبك سكينة .
أما إذا قلت أنا ونسيت الله عز وجل ، قال له : يا رب ، عنده امتحانان هندسة وجبر قال له : أنا يا رب جيد بالجبر ، فالجبر عليّ والهندسة عليك ، فلم ينجح بالهندسة ، ولم ينجح بالجبر ، قال له العام القادم : يا رب الجبر والهندسة عليك .
لا تقل أنا ، لا تقل عندي خبرات متراكمة ، حينما يقع الإنسان في الشرك الخفي يرتكب حماقة لا يرتكبها الصغار .
قال أبو حنيفة النعمان لطفل يمشي في الطريق أمام حفرة: إياك يا غلام أن تقع ، فقال : بل إياك يا أمام أن تقع ، إني أن وقعت وقعت وحدي ، وإنك أنت إذا سقطت سقط معك العالم .
حينما تعتمد على ذكائك ، أو على خبرتك ، أو على شهادتك ، أو على أسرتك , أو على علمك ، تعلم واجتهد ، وقل يا رب ، الحل الأمثل أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ، وأن تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء .
الحل الأمثل أن نأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء وأن تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء :
سهل جداً أن تكون متطرفاً ، سهل جداً أن تكون كالعالم الغربي يأخذون بالأسباب أخذاً رائعاً ويعتمدون عليها ، وينسون ربهم ، ويؤلهونها ، وسهل جداً أن تكون كأهل المشرق لا يأخذون بها إطلاقاً ، وقعوا بالمعصية ، أما البطولة أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء عندك سفر ، راجع المركبة ، العجلات ، المكبح ، كل دقائق العجلة ، الأجهزة ، العدادات ، الوقود ، تراجع كل شيء ، ثم تتجه إلى الله ثم تقول : يا رب أنت المُسلِّم ، أنت الحافظ ، نحن المسلمون في أمس الحاجة إلى هذا الدرس .
ابنه مريض يبحث عن أمهر طبيب ، ينفذ تعليمات الطبيب بحذافيرها ، يعطيه الدواء في الوقت المناسب ، ومن أعماق أعماق أعماقه يقول : يا رب أنت الشافي ، أخذت بالأسباب .
النبي عليه الصلاة والسلام كان من الممكن في الهجرة أن ينتقل على البراق ، بلمح البصر من مكة إلى المدينة ، لكن أراد أن يعلمنا كيف نحيا ، اتجه نحو الساحل ، ليضلل المطاردين ، وقبع في غار ثور أياماً ثلاثة ، كي يخف الطلب عليه ، وهيأ من يأتيه بالأخبار ، وهيأ من يأتيه بالزاد والطعام ، وهيأ من يمحو الآثار ، استأجر دليلاً غلب فيه الخبرة على الولاء ، ولم يدع لثغرة احتمالاً ، أغلق كل الثغرات ، فلما وصلوا إليه قال أبو بكر : يا رسول الله لو نظر أحدهم إلى موطئ قدمه لرآنا ، الآن جاء دور التوكل على الله ، أخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ، وقال :
(( يا أبا بكر ، ما ظنك باثنين الله ثالثهما ؟ ))
الإيمان بالله شرط غير كاف للنصر فعلينا ربطه بإعداد العدة المتاحة :
الله عز وجل قال :
﴿ وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾
قتل امرئ في بلدة جريمة لا تغتفر وقتل شعب مسلم مسألة فيها نظر
* * *
الشرك الخفي أخطر شيء يصيب المسلمين بالشلل :
أيها الأخوة الكرام ، أخطر شيء يصيب المسلمين بالشلل الشرك الخفي ، أن نظن أن زيداً أو عبيداً ينصرنا .
﴿ هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ ﴾
﴿ هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ ﴾
الحل عند الله عز وجل ، والله عز وجل ممكن فئة قليلة جائعة ، محاصرة ، معذبة ، أن تقف في وجه أعتى جيش في المنطقة ، أليس كذلك ؟ اليوم هو الرابع عشر ، ولم يستطع جيش العدو أن يحقق هدفاً واحداً ، أما هو جيش جبان قتل أطفال ونساء فقط .النصر من عند الله و ثمنه نصر دينه :
أيها الأخوة ، درسنا اليوم درس توحيد ، ما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد ، الأمر بيد الله ، دقق :
﴿ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ﴾
﴿ إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ﴾
﴿ إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ ﴾
انصر دينه ، ثمن هذا النصر :(( هل تُنصَرون وتُرزَقون إِلا بضعفائكم ؟ ))
أزل المنكرات ، أزل الظلم ، أطعم الجائع ، اكسُ العاري ، علّم الجاهل ، عالج المريض ، انتصر للمظلوم ، إذا نصرت من هو أضعف منك فالله عز وجل يكافئك فينصرك على من هو أقوى منك .﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾
ما كلفك ربنا جل جلاله أن تعد لهم القوة المكافئة ، هذا فوق طاقتنا ، إنما أمرك أن تعد العدة المستطاعة فقط .﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ﴾
النفوس جبلت على حبّ من أحسن إليها وبغض من أساء إليها :
فيا أيها الأخوة ، درسنا اليوم درس توحيد ، لأن هذه الآية :
﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ﴾
أينما سافرت لي كلمة أرددها : الإنسان هو الإنسان ، أين ما سافرت ، شرقاً وغرباً ، وشمالاً ، وجنوباً ، الإنسان هو الإنسان ، خصائصه واحدة .(( يا داود ذكر عبادي بإحساني إليهم ، فإن النفوس جبلت على حبّ من أحسن إليها وبغض من أساء إليها ))
هذه الفطرة ،﴿ خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ﴾
﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ﴾
أي إنسان يمكن أن تستعبده بالبر ، بالإحسان ، بالبر يستعبد الحر .(( يا داود ذكر عبادي بإحساني إليهم ، فإن النفوس جبلت على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها ))
﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ﴾
الذي يعادي الدين لو رأى مسلماً صادقاً ، مؤمناً ، عفيفاً ، رحيماً ، متواضعاً ، عالماً ، حكيماً ، يقبل الدين الإسلامي .﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ﴾
مرة رجل من أمريكا هداه الله إلى الإسلام وحج بيت الله الحرام ، هو في مِنى أحيان تعقد منتديات ، ألقى كلمة قال : أنا أنتمي إلى أقوى دولة في العالم ، فإذا أقنعتمونا بإسلامكم كانت قوتنا لكم .الناس رجلان لا ثالث لهما :
أيها الأخوة ، الشعوب واحدة ، هذه تقسيمات ما أنزل الله بها من سلطان .
﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ﴾
التخلق بأخلاق الصحابة الكرام أساس انتشار الإسلام في العالم :
﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ﴾
﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾
أقسم لكم بالله هذا الذي يعادي المسلمين ، يفعل ما يفعل ، لو جُمع بمسلم صادق لأخذ فكرة أخرى عن الدين .الطرف الآخر يحتاج إلى مسلم واعٍ صادق و أمين حتى يتبع ديننا :
بإمكانك أن تكون أكبر داعية وأنت صامت ، صدقك دعوة ، أمانتك دعوة ، إتقانك دعوة ، تواضعك دعوة ، إنصافك دعوة ، هل تحبون قصة تكمن بها مشكلات المسلمين ، رويتها ألف مرة :
إمام مسجد بلندن نُقل لظاهر لندن ، اضطر أن يركب مركبة كل يوم مع السائق نفسه يصعد المركبة ، أعطى السائق ورقة نقدية كبيرة ، ردّ له التتمة ، جلس في المقعد وعد التتمة فإذا هي تزيد عشرين بنساً عما يستحق ، هو إمام مسجد قال : لابدّ من ردّ الزيادة حينما أنزل ، قال : إنها شركة عملاقة(جاء الشيطان)ودخلها فلكي ، وهذا المبلغ يسير ، وأنا بحاجة إليه ، لا عليّ أن آخذه ، الذي حصل لما أراد أن يغادر المركبة دون أن يشعر مدّ يده وأعطى السائق عشرين بنساً ، ابتسم السائق قال له : ألست إمام هذا المسجد ؟ قال : بلى ، قال : والله أردت أن آتي إليك قبل يومين لأتعبد الله عندك ، ولكنني أردت أن أمتحنك قبل أن آتي إليك ، وقع هذا الإمام مغشياً عليه ، وغاب عن الوعي ، لأنه تصور عظم الجريمة التي كاد يقترفها ، لو أبقى المبلغ في جيبه ، فلما صحا من غفوته قال : يا رب كدت أبيع الإسلام كله بعشرين بنساً .
والله ملايين مملينة من المسلمين يبيعون إسلامهم بدراهم معدودات ، يمين كاذب ببضاعة مغشوشة ، لا تنتظر أن يعجب الناس بإسلامك إذا كنت كاذباً أبداً .
ببعض البلاد الغربية إذا إنسان ليس له دخل ، يكتب كتاباً أنا ليس لي دخل ، يُعطى رقماً يكفي عشرة أشخاص مجاناً ، ولابنه هناك تعويض ، يسافر كل سنة لبلده حتى يتواصل مع أهله ، وهناك تأمين صحي ، وبيت مجاني ، وكهرباء ، وماء ، بكتاب ! .
بعض أفراد الجالية اكتشف أنه إذا طلق زوجته يتقاضى هو راتباً ، وتتقاضى هي راتباً ، هو بيت وهي بيت ، يطلقها تطليقاً شكلياً ، هم يرون هذا الكذب ، هل يعقل أن يحترموا ديننا ؟.
أقسم لكم بالله من يكذب ، أو يحتال على غير مسلم كأنه ارتكب جريمة بحق دينه لأنه عندئذٍ بهذا العمل يقنع الطرف الآخر أنه على حق ، نحن سيئون .
أساساً رسام الدنمرك لما عوتب ، قال : كنت أظن محمداً كأتباعه ، هذه المشكلة ، أنت رسول ، رسول لهذا الدين ، أنت سفير هذا الدين ، أنت جميع الناس ينظرون إليك على أنك تمثل هذا الدين .
النِّسَاءُ شَقائقُ الرجال :
فيا أيها الأخوة ، الدرس حول التوحيد :
﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ﴾
من خصائص واحدة أين ما ذهبت .﴿ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا ﴾
إنسانة ، لها تفكير ، لها مشاعر ، تحب كما تحب ، تكره كما تكره ، ترقى كما ترقى ، تقصر كما تقصر ،﴿ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ﴾
من خصائص واحدة .(( النِّسَاءُ شَقائقُ الرجال ))
﴿ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ﴾
الزوج يكمل نقصه العاطفي بزوجته فيسكن إليها ، والزوجة تكمل نقصها القيادي به ، فتسكن إليه ، الذكر والأنثى ليسا متشابهين ، بل هما متكاملان .﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ﴾
خصائص واحدة ، الإنسان هو الإنسان في أي زمان ومكان ،﴿ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ﴾
﴿ وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾
﴿ وَمِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ﴾
دقق :﴿ وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾
﴿ فَلَمَّا تَغَشَّاهَا ﴾
يعني دخل بها ، بالمصطلح الشرعي ،﴿ حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً ﴾
الحمل في بدايته خفيف جداً .﴿ فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ ﴾
لما صار سبعة أشهر ، ثمانية أشهر ، تسعة أشهر انتفخ بطنها .من عزا توفيقه إلى أسباب أرضية و نسي الله عز وجل فهو إنسان مشرك :
﴿ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آَتَيْتَنَا صَالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴾
وهذا شأن أي إنسان في الأرض ، راكب طائرة ، دخلت في سحابة مكهربة ، على متن الطائرة عشرة مهندسين ملحدين ، القصة قديمة حدثني بها طيار ، فلما دخلت هذه الطائرة بغيمة مكهربة واضطربت ، وكادت تقع ، هؤلاء الملحدون دعوا ربهم و قالوا : يا رب .من أطاع مخلوقاً و عصى خالقاً فقد أشرك بالله تعالى :
يا أيها الأخوة ، هذه مشكلة المسلمون اليوم ، أقسم لي بالله رجل : صار زلزال بدولة إسلامية أنا أكبرها كثيراً ، أقسم لي بالله المصلون في الصلوات الخمس ملؤوا الحرم ، والصحن ، والرصيف عند الزلزال ، فلما انتهى الزلزال رجع الصف واحد ، لا يوجد بلد إسلامي تأتيه مصيبة جائحة إلا و يتضاعف المصلون أضعافاً مضاعفة ، بعد أن تنزاح عنهم عاد إلى ما كان عليه هذه مشكلة ، هذا مرض ، هذا من خصائص المسلم المقصر .
﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آَتَيْتَنَا صَالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * فَلَمَّا آَتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آَتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾
هذا معنى قوله تعالى :﴿ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ﴾
ما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد ،﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾
﴿ أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ ﴾
إنسان ضعيف مثلك ، مفتقر إلى الله مثلك ، تعبده من دون الله ؟ تطيعه في معصية ؟ بمجرد أن تطيع إنساناً وتعصي ربك فأنت لا تعرف الله ، أنت واقع لا سمح الله ولا قدر في شرك ، ترى أن طاعته أكبر من طاعة الله ، لمجرد أن تطيع مخلوقاً مهما كان كبيراً ، أكبر من طاعة الله فأطعته وعصيت الله فأنت مشرك .﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آَتَيْتَنَا صَالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * فَلَمَّا آَتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آَتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾